القائمة الرئيسية

الصفحات

 

دورة الحياة

لا تتأففوا من بيوت تملؤها الفوضى من أصوات الشجار بين الإخوةمن بحث أحدهم عن فردة حذاءه ومن آخر يصرخ طالباً مصروفه من أكوام الجلي وأكواب الشاي على الصينية من مصاريف البيت التي تكسر الظهر..
من فوضى كل صباح والسباق على باب الحمام..
من تحضير الساندويشات وتمشيط الشعر ومسح الأحذية من ترتيب البيت وشراء اﻷغراض وانتظارهم يعودون بأمان وتحضير الغذاء و...
من واجباتهم المدرسية وتسميع الأناشيد وحل المسائل الحسابية..
ساعات الهدوء التي ننتظرها نهاية كل يوم حين ينام الصغار..والتقاط الألعاب المتناثرة في أرجاء غرفة الجلوس ومسح الطاولة من آثار السهرة العائلية وفتات البسكويت..استمتعوا بكل لحظاتكم..فغداً سيكبر الصغار..وستكبر الهموم..ستزداد الفتيات حساسية..
وسيزداد الفتيان ضخامة..وسيتباهون بالشاربين واللحية..سيبدأ كل منهم بإختيار طريقه والإستقلال بتفكيره..بحياة جديدة تبزغ من قلب هذا البيت..
بيت العائلة الكبير..وسيغادرون البيت واحداً تلو الآخر..
منهم من يتزوج.. ومنهم من يسافر.. ومنهم من ينتظر أقرب فرصة ليحلق بعيدا باحثاً عن حلم..
يصبح المقيمون في البيت.. من ولدوا وتربوا.. ومشوا على أدراجه..ارتفعت حرارتهم وسهرت العائلة للتناوب على وضع الكمادات الباردة..فجأة يصبحون ضيوفاً وكما بدأت العائلة بشخصين يافعين.. حملتهم السنوات ودارت بهم الأيام..تعود شخصين أديا رسالتهما..ثمَّ شخص واحد وأخيراً لاأحد..
الإثنان يجلسان على أبواب الإنتظار.. على أمل أن يطلّ عليهما وجه أحد من الأولاد..
قدر الوالدين أن ينتظرا أولادهما..ننتظرهم أثناء الحمل. ننتظرهم عندما يعودون من الحضانة. ننتظرهم عند الخروج من المدرسة. ننتظرهم متى يبدؤون حياتهم أو يعودون إلى المنزل ننتظرهم وننتظرهم.. بفارغ الصبر،
هذه هي الحياة ..نقضي عمرنا ونحن ندعو لهم بالخير والسعادة ..
صباح الخير
author-img
الأيام الجميلة ستأتي قريبا ؛ أثق بك ربي .. و ألمح من بعيد دربا جميلاً ؛ مليء بـ حكايا الأمل .. وفرح مخبأ لي

تعليقات

data-full-width-responsive="true">